سلام الحب

رُدّي علينا سلامَ الحبِّ قطـرَ   نـدى يا جنةً لم تشـاركْ سحرَهـا  أحـدا
وشعشعي الكأسَ من نعماءِ ما حملت  كفّاكِ وارتعشت مزنٌ علـى  بـردى
أنا القتيـلُ بحبـي مـن يقاسمنـي هذا الخضوعَ لحـبٍ يسكـنُ الكبـدا
أنـا زهيـرُ وقيـسٌ,كـلُّ فاتـنـةٍ مرَّتْ بقلبـيَ لـم تعـرفْ لـهُ رَوَدا
وما هجعت على غصـنٍ ولا هـدأت ناري وأقسمُ هـذا القلـبُ  ماهَمَـدا
فما وجدتُ سـوى خديـك  مبتـرداً آوي إليـه إذا مـا أمـطـرت زردا
تباركَ الله يـا فيحـاء يـا عمـري عشت الحبيب وعشت الأهل والبلـدا
تبـاركَ الله حيـثُ الخـدُّ  لـوَّنـهُ والثغـرُ صـورهُ مستبشـراً غَـرِدا
والصدرُ مرتعشاً أوجاعَ من  عشقـا والشعرُ منسدلاً أحـلامَ مـن شَـردا
والأمنيـاتُ دلاءً كلـمـا فـرغـت من العبيـرِ تولَّـى رفدهـا  بـردى
ردي علينا سـلامَ الحـبِّ  فاتنتـي لا تنكري عاشقـاً ظمـآنَ مـا وردا
ردي علينا وإن طامَنتِ بي  شططًـاً  فـذا لأنَّـي خيـالٌ جُـنَّ  فانفـردا
ما بيـن ساكنـةٍ قلبـي  وسارقـةٍ فكري توزَّعَ عمري في البلادِ صـدى
يفتش القلبُ عن بابِ الصغيرِ هـوىً وتبحثُ الروحُ عن باب البراقِ  هدى
وبين روحي وقلبي رغبة  ٌعَصَفـتْ ويا لصبٍ على وجديـن قـد شَـرَدا
أراوِدُ الروحَ حين الحـبُّ يسحبنـي نحو الجمالِ وقلبـي عاشـقٌ  أبـدا
وأنشُدُ الروحَ حين القلـبُ  مؤتلـقٌ نحو الإله نقـيَّ النبـضِ  مجتهـدا
حملتُ حبكِ فـي قلبـي  وأوردتـي  وهاجَتِ القدسُ في روحي نفيرَ فـدا
وقسمتنـي ريـاحُ الحـبِّ  كوكبـةً بين الحبيبين فازدادَ الجوى  صُعُـدا
ردي علـي سـلامَ الحـب فاتنتـي  وعانقينـي حبيبـاً عاشقـاً غَـرِدا
إنَّ الـذي لـفَّ للحرمـونِ  عمَّتـهُ أقوى جنوباً وأرخـى جانحـاً ويـداً
والغيمةُ الـ..نام فوق القدسِ   قوادمُها في الغوطتيـن  نـدى
 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصيدة ألقيت في ملتقى الحكايا الخامس ونشرت في صحيفة الأسبوع الأدبي العدد1153 دمشق6/6/2009

غناء حتى الانطفاء

غنِّ حتى تنطفئ الروح

يقال أن طائراً يسمى حسون الزعرور إذا دخل شجرة الزعرور وبدأ التغريد لاينقطع تغريده إلا مع آخر أنفاسه..”

متعباً جئتُ إليكْ
مُحبطاً مثل يمامَهْ
كسرت جانِحَها الريحُ وأدمتها الشِّراكْ
بيننا قصَّةُ حبٍّ يا صديقَهْ
اِعزفي هذي ضلوعي
داعبي أوتارَها ربَّ لحونٍ
خفتُ أن تنسابَ لكن خنقتني
ربما برَّدتِ الطعنةُ بعضاً من لهيبي
اِعزفي قد ضاقَ صدري
لا تخافي
خدَّرتني
نغمةُ البؤسِ التي شاقَتْ حياتي
لا تلومي الشوكَ إذ يعصفُ بالجسمِ الوديعِ
يعذبُ اللحنُ ويحلو
إن تكُ الأوتارُ من لحمِ الشغافْ
اِسمعي صوتي الحزينْ
اِسمعي لحني الأنينْ
في غنائي بردُ كانون وأرياحُ الشتاءْ
في غنائي عريُ أطفالي وألوانُ الشقاءْ
لفحةُ الشمسِ وسفيُ الرملِ والأوجاعُ والسّعيُ الهباءْ
اشربي هذي دمائي
اِعزفي
لحناً يذكِّرُني بدفءِ العشِّ والصَّدرِ اللطيفِ الناعمِ
اِعزفي
لحن الأبوَّهْ
والأُخوَّهْ
وانتظار الأمِّ والأفواهُ جوعى للحنانْ
اِعزفي لحن حياتي
مُذْ كسرتُ القشرةَ البيضاءَ عن نابضِ رأْسي
كم جدارٍ
كلّ يومٍ دَقَّ رأسي
اعزفي
واجعلي الضربةَ أقوى
اسمعي صوتَ عروقي تتمزَّقْ
أُرقبي نبعَ دمائي يتدفَّقْ
هل ترينْ؟
نسجُ اللحمِ خطوطٌ من جراحْ
أُهصري صدري بنشوَهْ
أُغرزي النَّصلَ بقوَّهْ
وليكنْ خطُّكِ أعمقْ
من خطوطِ الأهلِ والأصحابِ والأمِّ الحنونْ
وليكنْ عزفُكِ أشجى يا صَديقَهْ
يا صَد… يقَهْ…

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
من مجموعة على ضفاف القلب الصادرة في دمشق عام 1999

لن نفترق

وضممتُها
لم أدرِ قبلَ اليوم أنَّ الكون يُجمعُ باليدينْ
لم أدرِ أنَّ العمرَ كلَّ العمرِ يصبحُ نظرةً
من طرْفِ عينْ
لم أدرِ أنَّ الثوبَ يمكنُ أن يذوبَ على لظى
قلبٍ ونجوى شاطئين
* * *
وضممتُها
يا زهرَ خدَّيها الذي لا ينتمي للزهرْ
يا سحر نهديها الذي لا ينتمي للسحرْ
يا ثغرها، يا شعرَها
يا لوعتي
ياكلَّ أوجاعي التي لا تنتهي في ضمَّةٍ أو ضمَّتينْ
* * *
وضممتها
وطنتُ رأسي في روابي صَدْرِها وغفوتْ
سوَّرتها بيديَّ لم أرضَ لها غيري حبيباً
أو نوارى ظامئينْ
وهصرتُها وبكلِّ ما أوتيتُ من عزمٍ وحبِّ
وسألتها: بالله يا أنشودة الربِّ
لا تبعدي عني فإني لا أطيقُ
ورنتْ وكلُّ مفاتِنِ الدُّنيا وراءَ ردائِها المذعورْ
لا تكترثْ، ما دمتُ بين يديكَ
ما دامَ طيفي ساكناً عينيكَ
ما دام هذا القلبُ لا يألو الحنينَ إليكَ
ما دُمْتَ قلبي يا حبيبَ العمرْ
لن نفترقْ
يا سيّدي يا ساحِرَ العينينْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مجموعة على ضفاف القلب , دمشق 1999

أنثى من رحيق***

من خلفِ لجينِ الشاشةِ قفزتْ أنثى
أنثى
أشهى مما رسمَ الفنانون
وأحلى مما باحتْ كل حروفِ اللغة
على أوراقي
أنثى
لا تدركها العينُ
برؤيا
أو يلحقهَا العقلُ بعقلْ
أنثى
حيثُ تروحُ تطيرُ الروحُ
وحيث تحطُّ
تحطُّ جهاتُ الأرضِ
يتناهبها الضَّوءِ
كقطعة ثلجٍِ همت تزحفُ
من ميزابٍ أسرجَ خيلَ اللذةِ
واستوقفها القرْ
أنثى
مثل فراشَ الرؤيا
ترقُصُ في خفقاتِ الروحِ
وتهدي للأحلامِ الخصبْ
تهمي مثل الشهقةِ
بين النبضِ وبين النبض
وتطفرُ حين تلامسُ ضوءَ الصحو
أنثى
تمسك بالفردوس بكفٍّ
والقارعة بكفْ
حين تضنُّ ,
ضروعُ الأرض تجفُّ
وحين تجودُ ترفُّ, ترفْ
يا ألله!
يا ألله!
كيف أصوِّرُ هذا القدْ
كيف ألون هذا الخدْ
كيف أقاومُ سحرَ شفاهٍ
حين تُفتقُ تمطرُ وردْْ
كيف إذا ما أرخت هدباً خجلى
أنسى أنْ لي في عينيها وعدْ
كيف َ وكيفَ وكيفْ
كيف أطيقُ السحرَ إذا ما مالتْ نحوي
وإذا ذهبتْ عني وأنا الظامئُ
كيف أطيقُ الصبرْ!؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في صحيفة الأسبوع الأدبي السورية العدد 1117 دمشق3/8/2008

لماذا أحبك..؟

 

لماذا أحبكْ

لماذا أذوبُ على وَجنتيكْ

وكيفَ تطامِنُ روحي, فتهرُب مِنّي إليكْ

أكنتَ حَبيبي

أكنتُ الأثيرَ لديكْ؟

أم الليلُ حين لمستُكَ أرخى الظِّلالَ عَليكْ

فلم أتهجَّ الأسى من جمالِكَ

أو أتقرَّ الردى في يَديكْ

لو انَّك بعضي

هربتُ إلى آخر الأرضِ لكن قلبي

ومهما قسوْتَ

يطيرُ على رجعِ كلّ ارتعاشٍ إليكْ

 

ذَلِكَ النَّداءُ الطَّويلُ.. الطَّويل

 

 

ومن ألفِ ميلٍ وميلْ

يجيء نداؤكْ

رقيقاً حزيناً ككلُّ نداءٍ طويلٍ، طويلْ

يجيءُ نداؤُك

يشقُّ صحارى الضياعْ

ويحملُ همَّ الجياعْ

يجلَّلُ باليأسِ حيناً

وحيناً يغطيهِ رملُ الطريقْ

وحيناً تشقُّ رؤاه سيوفُ الرعاعْ

*        *       *

يجيءُ نداؤُكْ

يُمزَّقُ بين يباسِ الوجوهْ

وحرقةِ دمعِ الكريمِ إذا ضاقَ يومُهْ

يجيءُ نداؤُكْ

يهزُّ شحوبَ الليالي

ويبدلُ سكراً بسُكر، وتيهاً بتيهْ

ويلصقُ كلَّ خطوطِ الزمانِ ببعضِ

يجيءُ نداؤُك

كخيل الوليدِ يدغدغُ فينا الأماني

ويبعثُ فينا الحياةْ

ويبقى حزيناً على كلِّ ذاكْ

فظلُّ الجفاف، وظلُّ الأكفِّ الضنينهْ

يطاردُ حُلمَ النداءِ الطويلْ

ويرجُمُ بالنارِ كلَّ جميلْ

*        *       *

يجيءُ نداؤُك

يسلسلُ حُلمَ السنينْ

يقصُّ حكايا الفراتْ

وكلِّ الصبايا التي قُدِّمَتْ للعنيدِ الفراتْ

ليهدأ حين تثور بجنبيه روحُ الشبابْ

يسبُّ نعيمَ الحظايا وقصرَ الرشيدِ

وجوعَ الصغارِ على كل بابْ

*        *       *

يجيءُ نداؤُكْ

وئيدَ المسير تدافِعُهُ جارحاتُ السماءْ

وتسفي خوافيهِ ريحُ البغاءْ

ويلفحُ شحُّ الوجوهِ لهاتَهْ

ويبقى حزيناً شهياً ككلِّ نداءٍ طويلٍ طويلْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من مجموعة يا قمر دمشق1993

 

 

كأنه يرى

كأنه يرى… كأني أرى

(إلى عبد القادر الحصني)‏

ويمضي صديقي الودودُ، الودود‏

يدغدغ غيمَ الأماني‏

لتمطِرَ رغم الدخانِ رحيقاً‏

وترسمَ نحو الضياءِ طريقا‏

وتجلوَ سودَ القلوبِ،‏

وتنبتَ من كلِّ لونٍ بهيجٍ شقيقا‏

وتزرعَ في موحشِ الروحِ حقلاً من البيلسانْ‏

ويمضي صديقي‏

يسائلني عن بساطٍ يُمَدُّ‏

فينزلقُ النورُ رغمَ المسافاتِ بين الإلهِ وبينَ البشرْ‏

ويختزلُ الكونَ في فرجةٍ للضياءْ‏

يمدُّ يديهْ‏

ليرسمَ حلماً جميلاً‏

لكونٍ يراهُ برغمِ الأسى والعذابِ جميلاً‏

يعيد لكل الوجوهِ التي عفَّرتها المدينةُ لوناً نقياً‏

ويرفو جراحَ البنفسجِ عندَ اجتراحِ المساءْ‏

يمدُّ يديه‏

يلملمُ ريشَ اليمامِ عن الشرفاتِ العتيقةْ‏

ويبني على كلِّ ركنٍ كئيبٍ‏

وشيجةَ عشٍّ دفيءٍ‏

ويرمي إلى كل طيرٍ‏

يشقُّ الدخانَ، السلامْ‏

ويمضي صديقي‏

يحدّثني عن بلادٍ تسيجُ بالياسمينْ‏

ودورٍ من الياسمينْ‏

عن الروحِ حين تصير فراشاً‏

يداعِبُ قطرةَ طلٍّ‏

تلملمُ ألوانها من ثمالةِ ضوءٍ‏

وسحرِ انتظارْ‏

عن الأمِّ حينَ تزقُّ الصِّغارَ نقاءً‏

وحين تشفُّ النفوسُ‏

وحين تصيرُ النجومُ البعيدةُ أقربْ‏

ويغدو إهابِ الصبيةِ حينَ‏

يداهِمُها الظلُّ أحلى وأعذبْ‏

وحينَ الضبابُ جميلٌ‏

إذا لفَّ أنثى‏

وحين يرقِّع فوقَ سريرِ المساءِ ملاءةَ مزنٍ‏

ترفَّ مع الصبح ماءً‏

يلطِّفُ وجهَ الصحارى‏

فيبدو أبهى‏

وأحلى

ويرقصُ شعرُ النخيلِ على مفرقيها‏

جميلٌ إذا ما تبدّد كي تتثاءَب شمسٌ‏

تفيقُ على فرحةٍ من حريرْ‏

يحدثني عنْ‏

بلادٍ تنامُ على الحبْ‏

وتصحو على ضِفَّةٍ من نقاءْ‏

بلادِ الأزاهيرِ والطلِّ والأقحوانْ‏

بلادِ الفراشاتِ سكرى‏

تزركشُ بالتنتنا ثوبَها‏

وتجني من الزهرِ كأساً رحيقْ‏

ويمضي صديقي‏

يفتِّشُ عن شاطئٍ من لازورد‏

وشمسٍ تُرَتِّلُ عند الأصيلِ‏

صلاةَ النوارسِ، ترنيمةً من‏

حداءِ عجوزٍ من البحرِ عادَ،‏

هديراً لبحرٍ تعمَّدَ أن يستريحَ قليلاً‏

تعمَّد أن يتسللَ نحو مدائِنَ كان‏

يراوِدُها في النهارِ ويلقي‏

على كاحليها أساورَ، يسحَبُها الجزرُ‏

حينَ ينامُ القمرْ‏

لبحرِ صديقي هدوءٌ غريبٌ مخيفْ‏

له الموجُ والريحُ والغيمُ والظلمةُ الساحرةْ‏

له الشمسُ والضوءُ والزرقةُ الآسرةْ‏

يحدثني:‏

عن الخمرِ حين تدورُ برأس النجومِ‏

فتركضَ بينَ المداراتِ حيرى‏

لخمرِ صديقي‏

مفاتِنُ أنثى ترقٌّ لتنكأَ جرحَ الفؤادَ‏

فيصحوَ من سكرهِ بيننا‏

كأني أرى!‏

كأني توهَّمْتُ أني أرى، أو‏

كأنَّ الذي نرى لا تراهُ العيونُ‏

ولا تدركُ الروحُ أن الحياةَ‏

نوافذُ للحلمِ، والحلمُ أنثى‏

وكأسٌ، وناسٌ‏

يفرون حين تداهمنا يقظةٌ أو يباسْ‏

كأنا نرى، واهمين‏

بياضاً يلفُّ البلادَ‏

فلا نلتقي عاذلاً أو حسوداً‏

يدقُّ الأسافين بينا وبينَ الذين نحبُّ‏

كأن صديقي يرى‏

كأني أرى‏

كأنا…‏

نصارعُ في زمنٍ قاحلٍ‏

نفتِّشُ عن كوَّةٍ للضياء‏

ونبحث عن فرحة لا نرى!!‏

ــــــــــــــــ

جريدة الاسبوع الادبي العدد 1069 تاريخ 25/8/2007

 

 

 

 

القَمَرُ وَزَهْرَةُ البَنَفْسجِ

 

بفضلِ الإله الرحيمْ
إله القلوب المُحبَّةِ نبقى معاً
ترشين دربيَ بالأمنياتْ
وأفرش دربَك بالأغنياتْ
ونمضي معاً
نشيدي عبيرٍ ونورْ
نغرِّدُ رغمَ احتضار القلوبِ معاً
* * *
أمرُّ بخدركِ كلَّ مساءْ
أراك تناجينَ ربَّ السماءْ
بلونكِ هذا الأنيقْ
وطيبِك هذا الرحيقْ
فأمسحُ بالضوءِ شعرَكْ
وأمطر بالحبِّ ثغرَكْ
ونمضي معاً
لأنَّك أرهفُ من كلِّ زهرْ
وأندى، وأطيبُ من كلِّ زهرْ
تفيقين حيث ينامُ الجميعْ
وتعطينَ حيث يضنُّ الجميعْ
لأنكِ أنتِ الهوى والأمانْ
أهلُّ لخدّيكِ لحنَ اشتياقْ
وأنزلُ بين يديك نشيدَ احتراقْ
ونمضي معاً
* * *
لأني أغرِّدُ كي تعبقي
وأشرق دوماً لكي تُشرقي
لأني أشقُّ سدولَ المحاقِ برأسي
وأنتِ تفلّين صُلْد الصخورِ بأنملِك الناعمهْ
لكي نتلاقى
لأني حياتُكْ
وأنتِ حياتي
حبيبةَ عمري: لنبق معاً
برغم الغيومِ وظلِّ المحاقِ الكئيبْ
برغم الصخور وعصفِ الرياحِ الرهيبْ
برغم احتضارِ القلوبْ
بفضل الإله الرحيمْ
إلهِ القلوبِ المُحِبَّة نبقى معاً

 

غريباً ,, حالماً كنتَ

غَريباً تسافِرْ

غَريباً تعيشُ هُنا

ولا فرقَ بيْنَ

يداهِمُكَ الجوعُ في حُضنِ بيتٍ يضنُّ

وحضنٍ تبَرَّجُ في البعْدِ مثلَ السَّرابْ

غريباً وقفْتَ على بابِ بيتٍ

تربَّيتَ فيهِ

تلمْلِمُ عنْ خدِّهِ الذِّكرياتْ

وتمسَحُ آخرَ حَرفٍ كتبتَ

وتمضي

يخدِّرُكَ الحلْمُ حينَ تنوءُ بهَمِّكْ

ويسرقُكَ الوَهمُ في صَدَفِ الأُمنياتِ

فتسحَبُ خطوَكَ فوقَ

لهيبِ الدُّروبِ التي لا تعيدُ

وقلبُكَ يقطُرُ دَمعاً وَدَمْ

غَريباً وَقفْتَ تَشدُّ أخاكَ الصَّغيرَ لصدرِكْ

تخاطِبُ فيهِ دَماً واحِدا

وَصَدْراً تربيتُما فوقَهُ، واحِدا

وَجَذْراً تقاسمْتُما مِنْهُ نُسْغَ الحَياةْ

وَأنتَ تشدُّ أخاكَ تحِسُّ يديهِ

وراءَكَ ـ رُغم انصهارِكَ في حبِّهِ ـ تَنكَأانِ

جِراحاتِ غُربَتِكَ الغافِيَةْ

غَريباً مَددْتَ يديْكَ لِوردٍ زَرَعْتَ

تُداعِبُ خدَّهْ

وَتبحِرُ بينَ غَمائِمِ عِطْرِهْ

وَتسألُهُ حينَ كانْ

إذا تعتلي هامَهُ الرِّيحُ ، كيفَ

يُذيعُ الشَّذى والرَّحيقَ

وكيفَ يمزِّقُ لوْنَ الظَّلامِ ـ إذا الليلُ خيَّمَ ـ بالأُقْحُوانْ

غَريباً وقفْتَ وكانتْ يَداكَ

تغوصانِ بينَ حرابٍ

منَ الشَّوكِ فوقَ أديمٍ

تقفَّعَ مثلَ ترابٍ شواهُ الهجيرْ

فَلا الخَدُّ خدُّ

وَلا العِطرُ عِطرٌ ، ولا الوَردُ وَردُ

وأنتَ الغريبُ بعيداً، بعيداً

وَأنتَ الغريبُ على حضْنِ أُمِّهْ

وغُربتُهُ لا تحدُّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
من مجموعة (لماذا أحبك) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب 2006

هالة الأحلى

هالة الأحلى

هالةْ

كانت خلف السورْ

كانتْ أحلى من عصفورْ

في كفيها ورقُ الرسمِ

في عينيها كل الدورْ

رسمت هالةْ

أفقا أبيضْ

وسما لا يتركها النورْ

رسمت حقلا ًمن تفاحٍ

رسمتْ دنيا من منثورْ

هالة

الأحلى

هالةْ

الأغلى

لما مدتْ

شعرَ الشمسْ

غمر الكونَ الزاهي النورْ

نشرت في مجلة الطليعي السورية, العدد 169شباط2005

 

« Older entries